الدَّرْسُ الثَّامِنُ وَالعِشْرُونَ
تَقُولُ أُمُّ نَذِيرٍ لِزَوْجِهَا :
- هَلْ سَمِعْتَ أَنَّ فِي حَيِّنَا حَانُوتًا جَدِيدًا ؟
- مَنْ هُوَ صَاحِبُهُ ؟
- صَاحِبُهُ جَزَّارٌ .
- مَتَى فَتَحَ حَانُوتَهُ ؟
- فَتَحَهُ مُنْذُ أَيَّامٍ .
- أَنَا ذَاهِبٌ إِلَيْهِ . هَلْ أَشْرِي لَكِ شَيْئًا مِنَ اللَّحْمِ ؟
- نَعَمْ ، نَحْنُ فِي حَاجَةٍ إِلَى شَيْءٍ مِنْ لَحْمِ الغَنَمِ .
يَذْهَبُ السَّيِّدُ عَبْدُ اللَّهِ إِلَى المَجْزَرَةِ ، فَيَجِدُ الجَزَّارَ مَعَ مُسَاعِدِهِ :
- السَّلاَمُ عَلَيْكُمَا !
- وَعَلَيْكَ السَّلاَمُ !
- هَلْ عِنْدَكَ لَحْمٌ غَنَمِيٌّ ؟
- نَعَمْ ، هَلْ تَبْغِي قِطْعَةً مِنْ هَذَا الخَرُوفِ ؟
- نَعَمْ .
يَأْخُذُ الجَزَّارُ سِكِّينًا كَبِيرًا فَيَقْطَعُ قِطْعَةً مِنَ الخَرُوفِ ثُمَّ يَجْعَلُهَا عَلَى المِيزَانِ ، فَإِذَا هِيَ تَزِنُ نِصْفَ كِيلُو . يَقُولُ السَّيِّدُ عَبْدُ اللَّهِ :
- كَمْ حَقُّكَ ؟
- ثَمَانِيَةُ دَنَانِيرَ .
- هَذَا الثَّمَنُ كَثَمَنِ السُّوقِ . سَأَقُولُ لِسُكَّانِ الحَيِّ إِنَّ لَحْمَكَ طَيِّبٌ وَإِنَّهُ لَيْسَ غَالِيًا .
يَفْرَحُ الجَزَّارُ بِهَذَا الكَلاَمِ ، فَيَشْكُرُ السَّيِّدَ عَبْدَ اللَّهِ ثُمَّ يَسْأَلُهُ :
- مِنْ أَيْنَ كَانَ سُكَّانُ الحَيِّ يَشْرُونَ اللَّحْمَ ؟
- كُنَّا نَشْرِيهِ مِنَ السُّوقِ لَكِنْ مِنْ هَذَا اليَوْمِ سَنَشْرِيهِ مِنْ عِنْدَكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ .