الدَّرْسُ الثَّامِنَ عَشَرَ : لَعِبُ الدَّرَكِ وَاللُّصُوصِ
أَحْمَدُ وَنَذِيرٌ مَعَ جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِمَا فَي غَابَةٍ صَغِيرَةٍ قُرْبَ مَدِينَةِ الجَزَائِرِ . يَقُولُ أَحْمَدُ لِأَصْحَابِهِ :
- أَقْتَرِحُ أَنْ نَلْعَبَ لَعِبَ الدَّرَكِ وَاللُّصُوصِ .
يُوَافِقُ كُلُّ الأَوْلاَدِ عَلَى مُقْتَرَحِ صَاحِبِهِمْ . فَيَقُولُ أَحَدُهُمْ لِأَحْمَدَ :
- أَنْتَ مُقْتَرِحُ اللَّعْبِ . يَجِبُ أَنْ تَكُونَ قَائِدَ أَحَدِ الفَرِيقَيْنِ . أَمَّا قَائِدُ الفَرِيقِ الآخَرِ فَأَقْتَرِحُ أَنْ يَكُونَ عَلِيًّا .
لَكِنَّ عَلِيًّا يَقُولُ :
- أَنَا لَسْتُ سَرِيعًا جِدًّا ، فَلاَ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقُودَ فَرِيقًا . وَلِهَذَا أُفَضِّلُ أَنْ أَكُونَ مَقُودًا لاَ قَائِدًا . فَأَقْتَرِحُ أَنْ يَكُونَ قَائِدُ الفَرِيقِ الثَّانِي نَذِيرًا .
يَقُولُ نَذِيرٌ :
- أَنَا مُوَافِقٌ . فَمَنْ يَخْتَارُ الفَرِيقَيْنِ ؟
يَقُولُ عَلِيٌّ :
- إِنَّ قَائِدَيِ الفَرِيقَيْنِ هُمَا المُخْتَرَانِ .
يَتَكَلَّمُ نَذِيرٌ مَعَ أَحْمَدَ دَقِيقَةً ، ثُمَّ يَتَّخِذُ أَحُمَدُ عُودًا فَيَرْسُمُ بِهِ عَلَى الأَرْضِ دَائِرَةً كَبِيرَةً . وَيَقُولُ نَذِيرٌ لِلأَْوْلاَدِ الآخَرِينَ :
- اُدْخُلُوا جَمِيعًا إِلَى هَذِهِ الدَّائِرَةِ . سَيَسْتَدْعِي أَحْمَدُ أَحَدًا مِنْكُمْ ، ثُمَّ أَسْتَدْعِي أَنَا أَحَدًا ، وَهَكَذَا حَتَّى لاَ يَبْقَى أَحَدٌ فِي الدَّائِرَةِ . يَجِبُ عَلَى المُسْتَدْعَيْنَ أَنْ يَقِفُوا وَرَاءَ مُسْتَدُعِيهِمْ ، أَيْ قَائِدِهِمْ ، حَتَّى يَنْتَهِيَ الاِخْتِيَارُ .
بَعْدَ اخْتِيَارِ الفَرِيقَيْنِ يَقُولُ أَحْمَدُ لِنَذِيرٍ :
- هَلْ تُرِيدُ أَنْ يَكُونَ فَرِيقُكَ فَرِيقَ الدَّرَكِ أَوْ فَرِيقَ اللُّصُوصِ ؟
يَلْتَفِتُ نَذِيرٌ إِلَى فَرِيقِهِ فَيَسْأَلُهُمْ :
- مَا هُوَ مُرَادُكُمْ ؟
فَيَقُولُونَ جَمِيعًا :
- نَحْنُ اللُّصُوصُ !
ثُمَّ يَقُولُ نَذِيرٌ لِأَحْمَدَ :
- وَالآنَ فَاخْتَرُوا مُعَسْكَرَكُمْ ، بَيْنَمَا نَتَّخِذُ نَحْنُ مُسْتَرَاحًا لَنَا . لاَ تَنْسَ أَنَّ مُرِيدَ الاِسْْتِرَاحَةِ مِنَ اللُّصُوصِ لَهُ الحَقُّ أَنْ يَسْتَرِيحَ فِي مَكَانٍ مُخْتَارٍ لِذَلِكَ . وَأَنَّ الدَّرَكِيَّ لَيْسَ لَهُ الحَقُّ أَنْ يُوقِفَ اللِّصَّ المُسْتَرِيحَ فِي مُسْتَرَاحِهِ .
يَقُولُ أَحْمَدُ :
- نَحْنُ مُتَّفِقُونَ . إِنَّمَا يَجِبُ عَلَيْكُمْ أَنْ تُرُونَا مُسْتَرَاحَكُمْ قَبْلَ أَنْ نَبْدَأَ اللَّعِبَ . كَمَا يَجِبْ عَلَيْنَا أَنْ نُرِيَكُمْ مُعَسْكَرَنَا .
- كَمْ يَدُومُ اللَّعْبُ ؟
- لِنَلْعَبْ تِسْعِينَ دَقِيقَةً ، كَمَا نَلْعَبُ فِي كُرَةِ القَدَمِ .