الدَّرْسُ الحَادِيَ عَشَرَ : زَيْنَبُ وَكَلْبَتُهَا
زَيْنَبُ وَاقِفَةٌ أَمَامَ بَابِ الدَّارِ وَفِي يَدِهَا زِمَامُ كَلْبَتِهَا . الكَلْبَةُ تُحَرِّكُ ذَنَبَهَا فَرَحًا لِأَنَّهَا فَهِمَتْ أَنَّهَا خَارِجَةٌ مَعَ صَاحِبَتِهَا . عِنْدَ البَابِ تَلْقَى زَيْنَبُ آمِنَةَ فَتَقُولُ لَهَا :
- يَا زَيْنَبُ أُرِيدُ أَنْ تُعِيرِينِي أَحَدَ كُتُبِكِ .
تُجِيبُهَا زَيْنَبُ :
- لِنَذْهَبْ إِلَى الحَدِيقَةِ ، ثُمَّ أَعُودُ مَعَكِ بَعْدَ رُبْعِ سَاعَةٍ .
عِنْدَ وُصُولِهَا إِلَى الحَدِيقَةِ تَنْزِعُ الزِّمَامَ عَنِ الكَلْبَةِ وَتَقُولُ لِآمِنَةَ :
- لِنَعُدْ إِلَى الدَّارِ !
- فَهَلْ تَتْرُكِينَ الكَلْبَةَ وَحْدَهَا ؟
- نَعَمْ ، هِيَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَذْهَبَ حَيْثُ شَاءَتْ لِأَنَّهَا تَعْرِفُ كُلَّ النَّاسِ الَّذِينَ فِي الحَدِيقَةِ .
- هَلاَّ تَخَافِينَ أَنْ تَعَضَّ بَعْضَ الأَطْفَالِ ؟
- لاَ ، لِأَنَّهَا تُحِبُّ الأَطْفَالَ وَتُحِبُّ أَنْ تَلْعَبَ مَعَهُمْ .
- كَيْفَ تَلْعَبُ مَعَهُمْ ؟
- قَدْ تَقْذِفُونَ لَهَا كُرَةً أَوْ حَجَرًا أَوْ عُودًا فَتَغْدُو نَحْوَهُ وَتَرْجِعُ بِهِ وَهِيَ تَحْمِلُهُ فِي فَمِهَا .
- لَكِنَّ بَعْضَ الأَطْفَالِ خُبَشَاءُ فَعَسَى أَنْ يَضْرِبُوهَا فَتَعَضَّهُمْ .
- هِيَ لاَ تَعَضُّ أَبَدًا . إِنَّمَا تَنْبَخُ غَضَبًا إِذَا ضُرِبَتْ أَوْ هُدِّدَتْ .
- فَلِمَ أَتَيْتِ بِهَا إِلَى الحَدِيقَةِ ؟ هَلاَّ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَأْتِيَ وَحْدَهَا ؟
- صَحِبْتُهَا إِلَى بَابِ الحَدِيقَةِ خَوْفًا مِنَ السَّيَّارَاتِ . أَمَّا فِي الحَدِيقَةِ فَلاَ أَخَافُ عَلَيْهَا مِنَ السَّيَّارَاتِ .
- أَلاَ تَخَافِينَ أَنْ تَخْرُجَ مِنَ الحَدِيقَةِ ؟
- هِيَ تَعْلَمُ أَنَّهُ لاَ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تَخْرُجَ وَحْدَهَا مِنَ الحَدِيقَةِ . سَتَظَلُّ تَلْعَبُ وَتَعْدُو هُنَا حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْهَا .
- إِنَّ كَلْبَتَكِ ذَكِيَّةٌ جِدًّا .
- نَعَمْ ، مَهْمَا أَقُلْ لَهَا تَفْهَمْهُ .
- هَلْ يَأْتِي نَذِيرٌ بِقِطِّهِ أَحْيَانًا إِلَى الحَدِيقَةِ ؟
- القِطُّ حَيَوانٌ مُسْتَقِلٌّ . يَخْرُجُ مِنَ الدَّارِ متَى يَشَأْ وَيَلْعَبُ كَيْفَمَا يَشَأْ .