الدَّرْسُ الثَّالِثَ عَشَرَ : فِي المَقْهَى
خَرَجَ السَّيِّدُ عَبْدُ اللَّهِ لِيَشْتَرِيَ عُلْبَةَ سَجَائِرَ فَلَقِيَ زَمِيلَهُ إِبْرَاهِيمَ يَتَنَزَّهُ . يَقُولُ لَهُ مُبْتَسِمًا .
- مَاذَا تَفْعَلُ فِي حَيِّنَا يَا إِبْرَاهِيمُ ؟ هَلْ عُدْتَ تَسْكُنُ هُنَا ؟
يُجِيبُهُ إِبْرَاهِيمُ :
- قَدْ خَرَجْتُ مِنْ دَارِي لِأَتَنَزَّهَ فَمَشَيْتُ بِدُونِ هَدَفٍ حَتَّى وَجَدْتُ نَفْسِي فِي هَذَا الشَّارِعِ .
- هَلْ نَشْرَبُ شَيْئًا مَعًا ؟
- لِمَ لاَ ؟ هَذَا مَقْهًى أَمَامَنَا ، فَلْنَدْخُلْهُ .
يَدْخُلُ الرَّجُلاَنِ المَقْهَى فَيَجْلِسَانِ ، وَبَعْدَ قَلِيلٍ يَأْتِيهِمَا الخَادِمُ :
- مَاذَا أُعْطِيكُمَا ؟
يَقُولُ إِبْرَاهِيمُ :
- أَنَا عَطْشَانٌ ، فَأَعْطِنِي عَصِيرَ لَيْمُونٍ . وَأَنْتَ يَا عَبْدَ اللَّهِ مَاذَا تُرِيدُ ؟
- أُرِيدُ فِنْجَانَ قَهْوَةٍ وَكَأْسَ مَاءٍ . إِنِّي أُحِبُّ القَهْوَةَ حُلْوَةً فَاجْعَلْ فِيهَا ثَلاَثَ قِطَعٍ مِنَ السُّكَّرِ مِنْ فَضْلِكَ .
يَنْصَرِفُ الخَادِمُ ، فَيُخْرِجُ السَّيِّدُ عَبْدُ اللَّهِ عُلْبَةَ السَجَائِرِ وَيَعْرِضُهَا لِزَمِيلِهِ . لَكِنَّ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ لَهُ :
- أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنِّي لَمْ أَعُدْ أُدَخِّنُ مُنْذُ شَهْرٍ ؟
- عَفْوًا ، أَتَذَكَّرُ الآنَ أَنِّي قَدْ سَمِعْتُكَ تَقُولُ ذَلِكَ .
يُعِيدُ السَّيِّدُ عَبْدُ اللَّهِ سَجَائِرَهُ إِلَى جَيْبِهِ فَيَقُولُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ :
- لِمَ لاَ تُشْعِلُ سِجَارَةً ؟ أَلَيْسَ عِنْدَكَ كِبْرِيتٌ ؟
- بَلْ عِنْدِي الكِبْرِيتُ وَعِنْدِي قَدَّاحَةٌ أَيْضًا . لَكِنْ أَخَافُ أَنْ يُضَايِقَكَ الدُّخَانُ .
- لاَ يُضَايِقُنِي أَنْ تُدَخِّنَ أَمَامِي .
يُشْعِلُ السَّيِّدُ عَبْدُ اللَّهِ سِجَارَتَهُ وَيَبْدَأُ فِي تَدْخِينِهَا . عِنْدَ ذَلِكَ يَعُودُ الخَادِمُ حَامِلاً طَبَقًا ، فَيَضَعُ أَمَامَ إِبْرَاهِيمَ عَصِيرَ اللَّيْمُونِ وَأَمَامَ السَّيِّدِ عَبْدِ اللَّهِ كَأْسَ المَاءِ وَفِنْجَانَ القَهْوَةِ ، وَيَقُولُ مَازِحًا :
- إِنِّي أَتَيْتُكَ بِالقَهْوَةِ مُرَّةً ، لِأَنَّكَ قُلْتَ لِي إِنَّكَ لاَ تُحِبُّ السُّكَّرَ .