الدَّرْسُ السَادِسَ عَشَرَ : الفُصُولُ وَالفِلاَحَةُ
يُغَادِرُ أَحْمَدُ سَائِقَ الجَرَّارِ فَيَتَوَجَّهُ إِلَى عَمِّهِ الَّذِي يَعْمَلُ فِي نَفْسِ المَزْرَعَةِ . يَقُولُ لَهُ عَمُّهُ :
- هَلْ أَعْجَبَتْكَ مَزْرَعَتُنَا يَا ابْنَ أَخِي ؟
- نَعَمْ يَا عَمِّي . وَأُرِيدُ أَنْ أَطْرَحَ عَلَيْكَ بَعْضَ الأَسْئِلَةِ عَنِ الفِلاَحَةِ .
- تَفَضَّلْ !
- لِمَ تَحْرُثُونَ الآنَ ؟
- نَحْرُثُ الآنَ لِأَنَّنَا كَمَا تَعْلَمُ فِي فَصْلِ الخَرِيفِ ، وَهُوَ فَصْلٌ مُعْتَدِلٌ ، لاَ حَارٌّ وَلاَ بَارِدٌ ، لِأَنَّ الأَمْطَارَ قَدْ بَدَأَتْ تَنْزِلُ .
- وَمَتَى تَزْرَعُونَ ؟
- سَنَزْرَعُ بَعْدَ الحَرْثِ .
- وَهَلْ تَنْفَعُ أَمْطَارُ الخَرِيفِ ؟
- نَعَمْ ، هِيَ نَافِعَةٌ جِدًّا ، لِأَنَّهُ كُلَّمَا كَانَتْ أَمْطَارُ الخَرِيفِ أَغْزَرَ كَانَ القَمْحُ أَسْرَعَ نَبْتًا .
- وَهَلْ يَنْبُتُ حَبُّ القَمَحِ فِي الخَرِيفِ أَوْ فِي الشِّتَاءِ ؟
يَقُولُ عَمُّ أَحْمَدَ ضَاحِكًا :
- يَا أَيُّهَا المَدَنِيُّ الجَاهِلُ إِنَّ الحَبَّ لاَ يَنْبُتُ فِي الشِّتَاءِ وَلَكِنْ يَنْبُتُ فِي الرَّبِيعِ .
- فَهَلْ تَحْصُدُونَ فِي الرَّبِيعِ ؟
- لاَ نَحْصُدُ فِي الرَّبِيعِ لِأَنَّ الحَبَّ مَا زَالَ يَحْتَاجُ إِلَى شَيْءٍ مِنَ المَطَرِ لِيَكْبُرَ .
- فَمَتَى تَحْصُدُونَ ؟
- نَحْصُدُ فِي الصَّيْفِ . لَكِنْ فِي أَوَائِلِ الصَّيْفِ ، قَبْلَ أَنْ تَشْتَدَّ الحَرَارَةُ .