الدَّرْسُ الثَّامِنَ عَشَرَ : مَنْ يَدْفَعُ ثَمَنَ اللَّحْمِ ؟
- يَا زَيْنَبُ كَمْ مِنْ مَرَّةٍ عَاتَبْتُكِ عَلَى نِسْيَانِكِ ؟
- عَلَى نِسْيَانِ أَيِّ شَيْءٍ يَا أُمِّي ؟
- أَمَّا اليَوْمَ فَإِنِّي مُعَاقِبَتُكِ عَلَى نِسْيَانِكِ اللَّحْمَ .
- أَيْنَ نَسِيتُهُ ؟
- لَمَّا رَجَعْتِ مِنَ المَجْزَرَةِ وَضَعْتِ اللَّحْمَ عَلَى مَائِدَةِ المَطْبَخِ وَأَتَيْتِ إِلَيَّ لِتَرُدِّي لِي مَا بَقِيَ مِنَ المَالِ ، ثُمَّ نَسِيتِ أَنْ تَعُودِي إِلَى المَطْبَخِ لِتَجْعَلِي اللَّحْمَ فِي الثَّلاَّجَةِ .
- إِنِّي ذَاهِبَةٌ الآنَ .
- أَمَّا الآنَ فَقَدْ فَاتَ الوَقْتُ لِأَنَّ قِطَّ نَذِيرٍ دَخَلَ المَطْبَخَ فَسَرَقَهُ وَخَرَجَ بِهِ فَأَكَلَهُ فِي البُسْتَانِ .
- أَنَا مُتَأَسِّفَةٌ يَا أُمِّي . لَكِنْ هَلْ تُرِيدُ أَنْ أَشْتَرِيَ مِثْلَ هَذَا اللَّحْمِ بِمَالِي ؟ فَإِنَّهُ مَا زَالَ عِنْدِي المَالُ الَّذِي أُعْطِيتُ يَوْمَ العِيدِ .
- أَنْتِ كَرِيمَةٌ يَا بِنْتِي . لَكِنْ لاَ أُرِيدُ أَنْ تُنْفِقِي كُلَّ مَالِكِ . اُدْعِي نَذِيرًا .
بَعْدَ قَلِيلٍ يَأْتِي نَذِيرٌ فَتُخْبِرُهُ أُمُّهُ بِسَرِقَةِ القِطِّ اللَّحْمَ وَأَكْلِهِ إِيَّاهُ ثُمَّ تَقُولُ لَهُ :
- هَلْ تُرِيدُ أَنْ تَشْتَرِيَ أَنْتَ وَأُخْتُكَ اللَّحْمَ بِمَالِكُمَا ؟
يَحْتَجُّ نَذِيرٌ قَائِلاً :
- لاَ أُرِيدُ أَنْ أُشَارِكَ فِي اشْتِرَائِهِ لِأَنِّي لَمْ أَرْتَكِبْ ذَنْبًا فَأُعَاقَبَ عَلَيْهِ .
يَقُولُ زَيْنَبُ :
- يَا لَلْبَخِيلِ ! أَلَسْتَ مَسْؤُولاًَ عَنْ قِطِّكَ ؟
- أَنَا بَرِيءٌ مِمَّا فَعَلَ قِطِّي .
- حَسَنًا ! سَأَدْفَعُ ثَمَنَ اللَّحْمِ وَحْدِي . لَكِنْ حِينَ يَأْتِي قِطُّكَ السَّارِقُ سَأَضْرِبُهُ حَتَّى أَقْتُلَهُ قَتْلاً .
- لَنْ تَمَسِّي قِطِّي مَا دُمْتُ حَاضِرًا فِي هَذِهِ الدَّارِ .
- سَأَنْتَظِرُ غِيَابَكَ .
عِنْدَئِذٍ تَتَدَخَّلُ الأُمُّ بَيْنَهُمَا قَائِلَةً :
- لاَ نُطِلِ الحَدِيثَ ! سَيَدْفَعُ كُلٌّ مِنْكُمَا الثُّلُثَ مِنْ ثَمَنِ اللَّحْمِ ، فَأَنَا أَدْفَعُ مَعَكُمَا الثُّلُثَ .